الجمعة، ٢٠ أغسطس ٢٠١٠

المقدمة




الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
وبعد،
بعد التوكل على الله عز وجل عزمنا انشاء هذا الموقع الخاص ببيان نسب السادة البهبهانيين الكويتيين وذلك مصداقاً لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
"تعلموا انسابكم لتصلو أرحامكم" وقوله ايضاً "كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة الا من كان من حسبي ونسبي"
ينحدر نسب السادة البهبهانيين الكويتيين من الأصول الهاشمية المباركة العريقة والأسرة العلمية المعروفة التي توارثت علوم أهل البيت جيلاً بعد جيل و ينتهي نسبهم الى الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
والسادة البهبهانيين الكويتيين من أعقاب السيد عبدالله البلادي البحراني حفيد العلامة أبو محمد سيد حسين الغريفي.
آل الغريفي: من حيث علاقتهم النسبية بآل البلادي البهبهاني
كلتا الاسرتين الكبيرتين منحدرتان من سلالة طيبة واحدة. فهما من نتاج سيد محمد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام. ومن اجداد الأسرتين الكريمتين أبو محمد سيد حسين الغريفي وهو الجد الأعلى للسادة الغريفيين وهم سادة أجلاء كرام من سكنة قرية الغريفة القديمة في البحرين. وقد أعقب ابو محمد سيد حسين الغريفي السيد سيد علوي (عتيق الحسين) الذي اعقب الجد الأكبر للسادة البلاديين البهبهانيين ومنهم السادة البهبهانيون الكويتيون وهو العلامة الفذ والعلم العيلم سيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني الموسوي ومسقط رأس هذا السيد الجليل و العلامة الفذ قرية بلاد القديمة في البحرين ومولده سنة 1065 هجرية وقد اضطر السيد الى مغادرة بلده البحرين تحت وطأة ضغوط طائفية واضطر للسفر بمعية أولاده عن طريق البحر الى بندر بوشهر في ايران وأقام فيها سنتين ومن ثم يمم شطر مدينة بهبهان.
آل البلادي البهبهاني: وما أن وطأت قدما السيد الشريف والعلامة الجليل سيد عبدالله البلادي البحراني الموسوي أرض بهبهان حتى قوبل بالترحاب والإجلال والإكرام واستبشر أهل بهبهان الطيبون خيراً بمقدمه واحتفوا بإقامته بين ظهرانيهم واستوطن السيد بهبهان وعاش فيها باقي عمره المديد الذي دام مائة عام مكرماً موقراً ومرجعاً دينياً لأهالي بهبهان وتولى فيها المحراب وظهرت منه كرامات دونها له المؤرخون والنسابون في كتبهم ومراجعهم ولا داعي لذكرها في هذه العجالة. واستمر السيد الجليل في عطائه المثمر حتى وافاه الأجل المحتوم فانتقل الى جوار ربه سنة 1165 هجرية فنكب اهل بهبهان برحيله ووري جثمانه الطاهر ارض بهبهان ومشهده الشريف أصبح ولازال مزاراً لأهلها ويطلق على قبره بحظيرة آقا ( أي حظيرة السيد).
ومن ابناء هذا السيد الجليل سيد هاشم بن سيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني ومنه تنحدر سلالة أحد فروع السادة البهبهانيين الكويتيين.
مزيد من الإشارات لحياة العلامة سيد عبدالله البلادي البحراني الموسوي البهبهاني:
1.                 الموسوي: فالسيد الجليل ينتسب الى الإمام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق عليهما السلام. فهو هاشمي علوي موسوي.
2.                 البلادي البحراني: لأن مسقط رأس السيد ودار سكناه في الفترة التي سبقت هجرته الى بوشهر ثم الى بهبهان كانت قرية بلاد القديمة في البحرين حيث كان فيها رئيساً ومرجعاً دينياً للناس. وكان له مقامه العالي ومنزلته الروحية السامية عند اهلها. وكانت بلاد آنذاك حاضرة البحرين الأولى قبل أن تعرف المنامة والتي كان أهل البحرين يطلقون عليها اسم منامة السيد لأن السيد كان يقصد ذلك الموقع في ليالي الصيف لمنامه مبتعداً عن حرارة القيظ في منطقة بلاد وقد أطلق عليها لاحقاً اسم منامة من غير كلمة السيد والتي اصبحت فيما بعد عاصمة البحرين. وقد تلقب السيد بالبلادي لإنتمائه لقرية بلاد البحرينية. وقد أطلق لقب بلادي على ذريته ايضاً وهم الآن منتشرون في البحرين وايران والعراق ومنطقة الخليج ومنها الكويت.
3.                 البهبهاني: نسبةً الى مدينة بهبهان التي القى فيها السيد رحله بعد ان غادر البحرين وأحب الإقامة الدائمة فيها لما لقي من أهلها من التكريم والترحيب وحسن الوفادة. فعاش فيها موقراً محترماً وقاد أهلها قيادة دينية خالصة لوجه الله تعالى واستمرت قيادته الدينية فيها الى أن وافاه الأجل المحتوم عن عمر يناهز المائة عام وكان ذلك سنة 1165 هجرية ووري جثمانه الطاهر ثرى بهبهان المدينة التي أحبها واحبه أهلها. طيب الله ثراه وأكرم مثواه. هذا وقد امتد حبل هذه السلالة الهاشمية العلوية الموسوية الجليلة من الحجاز الى العراق ومن ثم الى البحرين حيث استقرت فيها واتخذتها موطناً جيلاً بعد جيل قبل تشردهم وتشتتهم في سائر بلاد الإسلام. فهم سكان البحرين الاصليين وهم علماؤها وقادتها وسادتها ومراجعها وقد خلد التاريخ اسماءهم وانسابهم وذرياتهم لما تحلوا به من حسن السيرة وصفاء السريرة وخدمة الاسلام والمسلمين.
ومن كرامات السيد عبدالله البلادي البهبهاني أنه حين اتجه آزاد خان الأفغاني صوب بهبهان ليذل أهلها ويسلبها. قرر أهل بهبهان أن يقاوموه ويدافعوا عن حياضهم ويذودوا عن ارضهم ويصونوا اعراضهم واموالهم وكان لديهم مدفع وكانت قذيفته من النحاس فطلبوا من السيد أن يطلق القذيفة الاولى، فلبى السيد طلبهم وقام بإطلاقها بيده الكريمة فأصابت القذيفة عمود خيمته الذي تحطم وأصابت إحدى قطعاته رأس آزاد خان و شجه فتشاءم آزاد خان من الحادثة وانسحب من منطقة بهبهان وأمن أهلها شروره وطغيانه بفضل هذا السيد الجليل.
وممن حمل لقب بلادي من المنتسبين والمنحدرين من ذرية السيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني هو العالم الجليل سيد عبدالله الموسوي البهبهاني مقيم طهران ويصل نسبه الى السيد عبدالله البلادي بخمسة أظهر كما يلي:
سيد عبدالله الموسوي البهبهاني بن العلامة الكبير سيد إسماعيل بهبهاني بن سيد نصرالله بهبهاني بن سيد محمد شفيع بهبهاني بن سيد يوسف بهبهاني بن سيد حسين بهبهاني بن السيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني. ونلفت الانتباه الى عدم الخلط بين سيد عبدالله بن سيد إسماعيل المقيم بطهران والذي كان احد قادة ثورة الدستور (المشروطة) وبين جده الأكبر سيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني والذي هاجر من وطنه البحرين الى بهبهان والذي عاش فيها وتوفاه الله فيها ووري جثمانه الطاهر ثراها وهو الجد الأكبر للسادة البهبهانيين الكويتيين.
ولنعد الآن الى سيد عبدالله الموسوي البهبهاني، فلقد كان عالماً دينياً جليلاً و فقيهاً بارزاً تولى إدارة الشئون الدينية والإجتماعية والسياسية في إيران وكان من أبرز المشاركين في نهضة ثورة الدستور مناهضاً دكتاتورية الملوك والحكام المستبدين المستعبدين للشعب المتصرفين بكل كبيرة وصغيرة من شئون البلاد غير مبالين بإشراكه في إتخاذ القرار. فكان السيد رحمه الله من أبرز المطالبين بأن ينتخب الشعب نواباً يمثلونهم في مجلس الشورى ويتكلمون بإسمه. وقد تحقق ذلك الحلم القديم للشعب الإيراني وأجريت الانتخابات وتشكل المجلس ولكن ذلك لم يدم طويلاً حتى أجهز الطواغيت من الحكام على مكتسبات الشعب وانقلبوا على الدستور وعطلوه وأغلقوا مجلس الشورى وأعدموا عدداً من رجالات نهضة الدستور كالسيد محمد الطبطبائي والشيخ فضل الله النوري، أما السيد عبدالله فقد أغتيل في داره برصاصات غادرة أطلقها عليه يدٌ آثمة بإيعاز من رؤوس الإستبداد وأعداء حرية الشعوب.
ثم تولى المنصب الروحاني والقيادة الإجتماعية والسياسية من بعده نجله العلامة سيد مير محمد البهبهاني المقيم بحي (بامنار) بطهران وكان مشاركاً مع والده في ثورة الدستور واتخذه والده مستشاراً له في إرهاصات تلك الثورة فأدى دوره بكل امانة وإخلاص وكان خير سند لوالده. وكانت داره تغص بالعلماء وأهل الحل والعقد والادباء والقادة السياسيين ومسئولي شئون الدولة ورجالات البلاد واستمر السيد مير محمد في عطائه وقيادته طيلة نصف قرن الى أن انتقل الى جوار ربه الكريم في بدايات قيام ثورة السيد روح الله الموسوي الخميني. وعارض الشاه لمواقفه تجاه الروحانيين فأصبح من المغضوب عليهم من السلطة حتى قطع الماء والكهرباء عن منزله كما لم يسلم هذا السيد الجليل من لسان الخراصين وهمزهم ولمزهم وكتاباتهم وتحريضاتهم ضده الى آخر عمره الشريف.
ولقد تعرضت لسيرة هذين السيدين الجليلين لقرابتهم النسبية للسادة البهبهانيين الكويتيين. فالأسرتان من سلالة واحدة وشجرة طيبة واحدة. فهما من ذرية السيد عبدالله البلادي البحراني البهبهاني قدس الله سره.
 وقام السيد الوالد سيد محمود سيد إسماعيل بهبهاني بكتابة هذه الترجمة المختصرة جزاه الله عنا خيرا وجعله في ميزان أعماله.

ليست هناك تعليقات: